منتديات غرام الشوق

منتديات غرام الشوق (http://www.gram-alshoog.com/vb/index.php)
-   ~•₪•غرام منتدى القصص الإسلامية~•₪• (http://www.gram-alshoog.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   يوسف -عليه السلام وكيد إخوته (http://www.gram-alshoog.com/vb/showthread.php?t=21463)

غرام الشوق 11-03-2023 03:11 PM

يوسف -عليه السلام وكيد إخوته
 










قصة يوسف -عليه السلام- قصةٌ تعلمنا كيف يكون الصبر والثبات والتمكين في الأرض؟ قصة تعلمنا كيف تنهار القوة الأرضيَّة أمام القوة السماوية الربانيَّة؟ وكيف تسقط المخططات والمؤامرات أمام {معاذ الله} (يوسف:23)؟ وكيف تصبح زنزانة السجن قاعة لإدارة الأزمات وتفريج الكربات؟ قصة يوسف -عليه السلام- قصة قائد بمنظومة قيمية ربانية، أنقذ مصر وما جاورها اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وأخلاقيا وسياسيا.
قال الله -تعالى-: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} (يوسف:7)، بدأت القصة في هذه المرحلة بمنعطف خطير؛ حيث سيقع ما كان يحذر منه يعقوب -عليه السلام- وهو كيد إخوة يوسف لأخيهم الصغير يوسف -عليه السلام-، {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (يوسف:8)، وفي هذه الآية وقع الإخوة في محاذير عدة، جعلتهم يسقطون في حبائل الشيطان وهم من بيت النبوة! فكيف حصل ذلك؟
المكر بيوسف -عليه السلام
نسب إخوة يوسف إلى أبيهم (نبي الله يعقوب) صفة الضلال؛ لأنه يحب يوسف وأخاه الصغير أكثر منهم؛ فما هذا الحب؟ واختاروا المكر ليوسف ولم يختاروه لأخيه الأصغر منه.
والذي حملهم على ذلك أمور منها ما يلي:
(1) إساءة الظن.
(2) تفكيرهم السلبي.
(3) الكيد والعجب والغرور. {ونحن عصبة}، وهذا منهج المتكبرين المتغطرسين {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (فصلت: 10)، {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} (النمل: 33).
(4) الحسد والحقد.
فبكل هذه القيم السلبية التي يحملونها رأوا هذه الصورة الخطأ المزيفة وليست الصورة الحقيقية الطبيعية.
دوافع حب يعقوب ليوسف -عليهما السلام
(1) أما حب يعقوب ليوسف فهو لذكائه وفطنته واهتماماته غير العادية في مثل عمره؛ مما جعل يعقوب يهتم به أكثر، رجاء أن يكون نبيا كما كانت العائلة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فتوسم به خيرًا، وتفرس به هذا الأمر وزاد الأمر تأكيدا بالرؤيا التي رآها، ويعقوب لم ير في أبنائه الباقين من اهتمامات وذكاء ومهارات كما كان ليوسف؛ لذلك كان على يعقوب أن ينمي قدرات يوسف ومهاراته، ويحافظ على تنميته الأخلاقية والقيمية والقيادية.
(2) أما حبه لابنه الصغير إنما هو حب الوالد للصغير حتى يكبر؛ فلا ضير في ذلك، ولم يكن جل اهتمامهم ذلك الأمر، إنما أرادوا يوسف -عليه السلام- فشملوا الأخ الصغير معه.
ومن ثم ما الذي يمنعهم أن يكونوا مثل يوسف -عليه السلام- من اهتمامات ومهارات وقدرات؟ إلا أنهم اختاروا ما هم عليه؛ فكانت النتيجة سيئة بالنسبة لهم، مع العلم أن البيئة واحدة والمعلم القائد واحد وهو نبي الله يعقوب -عليه السلام-، ولكنهم لم يحرصوا على ما حرص عليه يوسف -عليه السلام-؛ فكان كل طرف فيما اختاره هو لنفسه، {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} (يوسف:9).
الوساوس الشيطانية
بدأت آثار الوساوس الشيطانية تظهر على السطح والواقع، وخرج ما في النفوس وما كان يشغل تفكيرهم.
(1) إساءة الظن في أبيهم.
(2) الكبر والعجب بأنفسهم والغرور.
(3) الحسد والحقد على مكانة يوسف -عليه السلام- عند أبيهم وتفوقه عليهم.
كل هذه أعمال قلبية ووساوس شيطانية سفلية يريدون أن يترجموها على الواقع، وحملوها في دواخلهم فأتبعت أفعالا شنيعة لا يقبلها العقل الصحيح ولا القلب السليم.
الأفعال الشنيعة التي فكروا فيها
• القتل.
• طرحه أرضا وإبعاده عن أبيه.
• إلقاء يوسف -عليه السلام- في الجب.
وعقد هذا الاجتماع بحضور إبليس وبدأ:
• تدفق الأفكار والعصف الذهني.
• اتخاذ القرار.
• رسم الخطة للتنفيذ.
اتفقوا بعد التفكير العميق والدقيق بين الخيارات الثلاثة أن يلقوه في الجب؛ فتأخذه قوافل السائرين إلى الأراضي البعيدة نحو مصر.
نفذت الخطة وما جاء فيها من قرارات، قال محمد بن إسحاق (صاحب السيرة): «لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وقلة الرأفة في الصغير......» اه.
إخوة يوسف في تفاوض مستمر
{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} (يوسف: 11)، فقد مارس إخوة يوسف -عليه السلام- على أبيهم ضغطا من خلال التفاوض المستمر وبالوسائل الآتية:
(1) الحوار والإقناع من إخوة يوسف -عليه السلام- لأبيهم لكي يأخذوا يوسف معهم.
(2) مكر وتحايل وخديعة وكذب.
حيث بدأ هجومهم على أبيهم في بداية حوارهم {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} لكي يضعوا أباهم في موقف المدافع لينالوا بغيتهم، وهذا من الذكاء البياني في الخطاب والتفاوض واستخدموا لغة النصح {وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}، {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (يوسف:12).
اهتمامات يوسف
الواضح هنا أن اهتمامات يوسف -عليه السلام- لم تكن في اللعب واللهو، بل بأشياء أكبر من ذلك على صغر سنه، وهو الذي جعلهم يغارون منه ويحسدونه على مكانته ومهاراته وقدراته، ويبقى الإصرار مرة أخرى: {إنا إذا لخاسون} بعد {وإنا له لحافظون}.
(3) الإصرار في تحقيق الهدف، «ناصحون، حافظون، إنا إذا لخاسرون»، كانت عزيمتهم لوصولهم للهدف وإنجاح خطتهم قوية؛ لذلك أصروا وكانوا يفندون حجج يعقوب ويعارضون بقوة.
{قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} (يوسف:14)، وهذه للمرة الثانية يذكرون {ونحن عصبة} (يوسف: 14)، إذا مرض العجب والكثرة والغرور في نفوسهم، كل ذلك سببه المنافسة على لفت انتباه أبيهم يعقوب -عليه السلام- والاستحواذ على قلبه، وكان باستطاعتهم لفت انتباه أبيهم بغير هذه الطريقة وهذه الجريمة.
كلمات زادت حقدهم
قول يعقوب: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ} (يوسف:13)، هذه الكلمات زادت حقدهم وكأنهم يقولون ما أصررنا إلا من أجل ذلك الذي قلت وهو حزنك على فراقه ولو ساعات، أراد يعقوب -عليه السلام- أن يزيل عن أبنائه مسألة تخوينهم وشكه فيهم، ولكنه أظهر حبه وخوفه على يوسف أكثر؛ من حيث لا يشعر، والله غالب على أمره، فلو أن الذين أمامه قلوبهم سليمة لفهموا أن خشية أبيهم على يوسف -عليه السلام- ليس إلا لصغر سنه وتميزه في هذا السن رجاء أن يكون خيرا على العائلة كلها بما فيهم إخوة يوسف كما حصل.
وبهذا يقدم يعقوب -عليه السلام- حجتين لأبنائه في فعلتهم:
الأولى: حزنه على فراق يوسف، وهذا زادهم إصرارا على التخلص منه.
الثانية: الذئب الذي يخشاه يعقوب.
فتلقفوا هذه الحجة التي سيقدمونها له وكأنهم يقولون لأبيهم هذه بضاعتك ردت إليك.
يعقوب -عليه السلام-وغرس القيم الإيجابية
ويستمر يعقوب -عليه السلام- في غرس القيم وإحسان الظن وإرسال الرسائل الإيجابية، ويقول لأبنائه: {وأنتم عنه غافلون} (يوسف:13)، وهذه إشارة منه أنه قد يحصل منكم غفلة وإن كانت غير مقصودة بل نسيانا وانشغالا عن يوسف، ومع ذلك هم عن كل هذا ليسوا غافلين، بل في آذانهم صمم وعلى أبصارهم غشاوة.
يوسف في غيابة الجب
جاء تنفيذ الخطة؛ فأجمعوا أن يلقوا يوسف في غيابة الجب، وهو ينظر بقلب منكسر وعين باكية، ومنزوع القميص ومنزوع القوة لا حول له ولا مقاومة، وهو يستصرخ في إخوته لماذا أطعن وأدمى من اليد التي طالما ظننتها يد العون، وقلوبهم القاسية كالحجارة أو أشد قسوة لا تهتم لصرخاته ولا مناجاته، وإذا بالرحمن الرحيم علام الغيوب مالك السموات والأرض يوحي إليه ويطمئن قلبه، ويسلي خلوته، ويؤنس وحدته في ظلمة الجب: {لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (يوسف:15)، فعلم يوسف -عليه السلام- أن هذه بدايته وليست نهايته.

د. فالح بن محمد العجمي






لـحـن 11-03-2023 03:13 PM

بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

وحيد نجد 12-03-2023 08:58 PM

فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

شقاوي 14-03-2023 10:23 AM

محتوى رائع
يعطيك العافيه عليه
اتمنى لك مزيد من التميز والابداع
ارق تحيه محمله بآلجور ي لشخصك
احتراماً / وتقــديراً

سمو الهلال 18-03-2023 05:44 AM

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
دمتي ودام لنا مقامك الكريم /..

برق الشمال 18-03-2023 10:25 PM

جزآك الله جنة عَرضها آلسموآت و الأرض ..
بآرك الله فيك على الطرح القيم و في ميزآن حسناتك

أمير المحبه 29-03-2023 02:20 PM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

لؤلؤه 19-04-2023 10:00 AM

جَعُلكم مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
وً عٍمرً آلله قًلٍبًكم بآلآيمٍآنَ .~
علًىَ طرٍحًكم آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!

نادر الشوق 01-05-2023 04:55 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نادر الشوق

شموخ 02-05-2023 07:51 PM

جـزاك الله خيـر على طرحك القيـم
يعطيك العافيــة ..


الساعة الآن 09:58 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون