منتديات غرام الشوق

منتديات غرام الشوق (http://www.gram-alshoog.com/vb/index.php)
-   •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (http://www.gram-alshoog.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   كثرة ذكر الله تعالى (http://www.gram-alshoog.com/vb/showthread.php?t=16444)

غرام الشوق 04-02-2022 05:13 PM

كثرة ذكر الله تعالى
 





كثرة ذكر الله تعالى

ذِكرُ الله تعالى من أحبِّ الأعمال التي أمَر الله بها عباده؛ فلذلك حثَّهم على الإكثار منه، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وأثنى على المكثِرين لذِكره، وأخبَر بعظيم جزائهم، فقال: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

وإن مِن أحبِّ صيَغ الذِّكر إلى الله تعالى التسبيحَ والتحميد، والتهليلَ والتكبير؛ فقد قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الكَلامِ إلى الله أرْبَعٌ: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ، ولا إلَهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بَدَأْتَ))[1].

وعَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخْبِرُكَ بِأحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ؟))، قُلْتُ: يا رسول اللهِ، أخْبِرْني بِأحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ، فَقال: ((إنَّ أحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ: سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ))[2].

وصيغ الذِّكر هذه هي الباقيات الصَّالحات التي قال الله تعالى عنها: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]، وقال في سورة مريم: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾ [مريم: 76][3]، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار منها، فقال: ((اسْتَكْثِروا مِن الباقياتِ الصَّالِحاتِ))، قيل: وما هيَ يا رسول الله؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((التَّكْبيرُ والتَّهْليلُ والتَّسْبيحُ والتَّحْميدُ ولا حَوْل ولا قوَّةَ إلاَّ بِاللهِ))[4].

والتسبيح والتحميد هما الكلمتان الحبيبتان إلى الرحمن، الثَّقيلتان في الميزان؛ فقد قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((كَلِمَتانِ خَفيفَتانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقيلتانِ في الميزانِ، حَبيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ))[5].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ هذه الكلمات ويحافِظ عليها، فيقول: ((لَأنْ أقول: سُبْحانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، أحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلعَتْ عَليْهِ الشَّمْسُ))[6].

وليس ما ذكر مِن صِيَغ الذِّكر للحَصر؛ إنما هو للبيان؛ فلذلك تلتحق الحَوْقَلةُ والبَسْمَلة، والحَسْبَلة[7] والاسْتِغْفارُ، ونَحْوُ ذَلِك، والدُّعاءُ بِخَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرة - بها[8].

ومن هنا نجد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حضَّ أتباعه على الإكثار من الذِّكر، وبيَّن لهم عظيمَ فضلِه، وأنَّه مُقَدَّم على الجهاد بالنَّفس والمال، فقال: ((ألا أُخْبِركُمْ بِخَيْرِ أعْمالكُمْ، وأزْكاها عِنْدَ مَليككُمْ، وأرْفَعِها في دَرجاتكُمْ، وخَيْر لكُم مِنْ إنْفاق الذَّهَب والورِق، وخَيْر لكُم مِنْ أنْ تَلقَوْا عَدوَّكُمْ فَتَضْرِبوا أعْناقَهمْ ويَضْرِبوا أعْناقَكُمْ؟))، قالوا: بَلى، قال: ((ذِكْرُ الله عَزَّ وجَلَّ))[9].

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل آدميٌّ عملًا أنجى له مِن عذاب الله تعالى مِن ذِكر الله تعالى))، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد، إلَّا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع))، ثلاث مرات[10].

وعن إدامَةِ ذِكر الله تعالى في كلِّ الأحوال يقول معاذُ بن جبل رضي الله عنه: إنَّ آخر كلامٍ فارقتُ عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ قلتُ: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أن تموت ولسانُك رطبٌ مِن ذِكر الله))[11].

وعندما جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، إنَّ شَرائع الإسلام قَدْ كثُرتْ عَليَّ، فَأخْبِرْني بِشَيْءٍ أتَشَبَّث بِهِ، قال: ((لا يَزال لِسانُك رطْبًا مِنْ ذِكْر اللهِ))[12].
فاللهمَّ أعنَّا على ذِكرِك وشكرك وحسنِ عبادتك، ولا تجعلنا عنك ولا عن طاعتك من الغافلين.

[1] أخرجه مسلم في الآداب برقم 2137 عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم 2731.

[3] انظر: تفسير ابن كثير 5: 161 ـ 259 في بيان معنى الباقيات الصالحات.

[4] أخرجه أحمد في مسنده (3/ 75) عن أبي سعيد الخدري، قال شعيب الأرنؤوط في الحديث: حسن لغيره.

[5] أخرجه البخاري في الدعوات برقم 6043، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم 2694، كلاهما عن أبي هريرة.

[6] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة برقم 2695.

[7] الحوقلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، والبسملة: بسم الله الرحمن الرحيم، والحسبلة: حسبي الله ونعم الوكيل.

[8] فتح الباري (11/ 209).

[9] أخرجه أحمد في مسنده (5/ 195)، والترمذي في الدعوات برقم (3377)، وابن ماجه في الأدب برقم (3790)، والحاكم في مستدركه وصححه (1/ 673).

[10] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 70) عن معاذ بن جبل وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[11] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 70)، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، وفي هذه الطريق خالد بن يزيد بن عبدالرحمن بن أبي مالك، وضعَّفه جماعة ووثَّقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وبقيَّة رجاله ثقات، ورواه البزار مِن غير طريقه إلا أنه قال: أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله؟ وإسناده حسن.

[12] أخرجه أحمد في مسنده (4/ 188)، والترمذي في الدعوات برقم (3375)، وابن ماجه في الأدب برقم (3793)، والحاكم وصححه (1/ 672).




وليد 05-02-2022 12:34 AM

موضوع قيم
وجعل كل ماطرح في ميزان حسناتك
جزاك الله خير.

غرام الشوق 05-02-2022 12:52 AM

مرورك اضفى جمالاً لمتصفحي
وتواجدك اضاف بهجة للسطور
باقات الياسمين تعانق مبسمك
/
:wahjj.1:

الوافي 07-02-2022 09:37 AM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

سيف ذيزن 09-02-2022 10:53 AM

تسلم الايااادي على روعة الموضوع
و ثقل الله لكم به موازين الحسنات ..
دمتم على ابذاعك المتواصل ..
الله يعطيكم العافية
دامتم و دام لنا تواجدكم وعطائكم الرائع ..
الف شكر لكم مع الاعجاب..
كنت هنا ..

أمير المحبه 13-02-2022 10:54 PM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

نزف القلم 19-02-2022 08:29 AM

جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء
نزف القلم

ندووشاا 16-05-2023 07:18 PM

الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...


الساعة الآن 05:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون