جاء سيدنا إدريس عليه السلام الى الارض ، حتى يقضي على الشر والفساد ، من نسل قوم قابيل الذي عصى الله عز وجل ، وعاث فساد في الأرض هو وابنائه ، فارسل الله عز وجل نبيه ادريس وشرع القتال في سبيل الله تعالى ورفع راية الله عالة، وهو اول من جهز الجيوش، وهجم على قوم قابيل في منازلهم بالاسلحة والخيول فهزمهم وقتل منهم الكثير واسر ، فحد من شرهم في الارض .
وكان فضل سيدنا ادريس كبير على البشر اجمعين ، فهو اول من كتب وخط بالقلم، وعلم الناس والبشر الكتابة، ولقد أكرمه الله عز وجل ورفع قدره عاليا في الدنيا والآخرة، ولقد قال الله تعالى في كتابة الكريم عن فضل سيدنا ادريس :
«واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً، ورفعناه مكانا عليا».
فلقد على الله من قدر نبيه واكرمه سبحانه كما وعده ، ورفعه في السماء العالية ، وقابل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، في رحلة الإسراء والمعراج والصعود للسماء ، ولقد أكرمه رب العالمين في الدنيا فجعل أجره عن كل يوم تماثل أجر البشرية جميعا من الذين كانوا في عهده. وروي أن ابن عباس رضي الله عنه ، في يوم قد سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى «ورفعناه مكاناً علياً» فهل يعنى أن سيدنا أدريس كان يعرف ومطلع على علم أهل الكتاب ، ولقد اكرم الله تعالى سيدنا إدريس بأن له من الأجر عن كل يوم بقدر عمل بني آدم في نفس العصر.
ولكي يزيد إدريس في الأجر، أراد أن يؤخر عمره شيئاً من الزمن، وكان له مَلَك صديق ، ولقد اخبره بما يريد فحمله الملك على جناحه وطار به ، حتى صعد إلى السماء ليقابل ملك الموت ويتحدث معه ، فقابله الملك في السماء الرابعة وسلم عليه، وقال له عما يرده سيدنا ادريس ، فسأله ملك الموت : وأين هو؟
فرد الملك صديق سيدنا أدريس قائلا : ها هو على ظهري، فتعجب ملك الموت مما يحدث قائلا : سبحان الله، العلي العظيم فلقد أمرني الله عز وجل أن أقبض روح إدريس في السماء الرابعة، ووقتها كنت في حيرة من أمري، وكيف سأفعل ذلك وكيف سيصعد للسماء الرابعة ، وهو يعيش على الأرض فقبض ملك الموت روحه وهو في السماء وكان لقوله «ورفعناه مكاناً عليا».
والعديد من القصص والعبر التى اخبرنا بها الله عز وجل ، وقصها علينا نبيه الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولقد الله تعالى في سورة الاعراف الايه 176 (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) .
كما قال في سورة يوسف : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
فمن قصص الأنبياء والرسل نتعلم الكثير والكثير من الأمور والقصص ، التي تكون لنا عبرة وعظة في حياتنا ونعلمها لاولادنا ، فلقد ارسل الله رسله وانبيائه رحمة بنا ورأفة ، فوجب علينا الاتزام بما امرنا والبعد عما نهانا عنه ، حتى يرضى عنا ويدخلنا برحمته الجنة
مماقرأت