عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-04-2021, 12:05 PM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
وسام الالفيه الثانيه والعشرون سنابل العطاء حضوروافر 
 
 عضويتي » 49
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 13-10-2022 (07:39 AM)
آبدآعاتي » 26,577
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 2372
أرسلت إعجاب » 2835
  النــقــاطــ » 4653
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  4
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
معطيها ربي جمال قاطفٍ ثمره
‏متعزلٍ كن عودها عود ريحاني
 
<إذا أنا مت، فأحرقوني>



<إذا أنا مت، فأحرقوني>



إنَّ الحمد لله تعالى، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله - تعالى - من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهْد الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعدُ:
فسأقوم في هذا المقال بجَمْع شرحٍ لحديث: ((إذا أنا متُّ، فأحرقوني)) في إيجاز غير مُخلٍّ، مستعرضًا قول كبار شُرَّاح الحديث.

أولاً: نص الحديث:
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت، فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذرُوني في الريح في البحر، فوالله لئن قدَر عليَّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذَّبه به أحدًا، قال: ففعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدِّي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتُك يا رب - أو قال: مخافتك - فغفر له بذلك))؛ رواه الشيخان واللفظ لمسلم، باب في سعة رحمة الله -تعالى- وأنها سبَقت غضبَه.

قال النووي: "قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسرف رجلٌ على نفسه))؛ أي: بالَغ وعلا في المعاصي، والسَّرَف: مجاوزة الحد".

قال ابن عبدالبر في التمهيد:
"رُوي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: "قال رجلٌ لم يعمل خيرًا قط إلا التوحيد"، وهذه اللفظة إن صحت رفعت الإشكالَ في إيمان هذا الرجل، وإن لم تصحَّ من جهة النقل، فهي صحيحة من جهة المعنى، والأصول كلُّها تعضدها، والنظرُ يوجبها؛ لأنه محالٌ غيرُ جائز أن يُغفَرَ للذين يموتون وهم كفار؛ لأن الله - عز وجل - قد أخبر أنه لا يغفر أن يُشركَ به لمن مات كافرًا، وهذا ما لا مدفع له، ولا خلاف فيه بين أهل القِبلة، وفي هذا الأصل ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث: لم يعمل حسنةً قط، أو لم يعمل خيرًا قط لم يعذِّبْه - إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير، وهذا سائغ في لسان العرب، جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض، والدليل على أن الرجل كان مؤمنًا قولُه حين قيل له: لِم فعلتَ هذا؟ فقال: من خشيتك يا رب، والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدِّق، بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم؛ كما قال الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

قالوا: كل من خاف اللهَ، فقد آمن به وعرفه، ومستحيل أن يخافَه من لا يؤمن به، وهذا واضح لمن فهِم وأُلْهم رُشده، ومثل هذا الحديث في المعنى: ما حدثناه عبدالوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن ابن العجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن رجلاً لم يعمل خيرًا قط، وكان يداين الناس، فيقول لرسوله: خُذْ ما يَسُر، واترك ما عسُر، وتجاوزْ؛ لعل اللهَ يتجاوز عنا، فلما هلك، قال الله: هل عملتَ خيرًا قط؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلام فكنت أداين الناسَ، فإذا بعثتُه يتقاضى قلت له: خذْ ما يسر، واترك ما عسُر، وتجاوزْ؛ لعل اللهَ يتجاوز عنا، قال الله: قد تجاوزت عنك))، قال أبو عمر: فقول هذا الرجل الذي لم يعمل خيرًا قط - غير تجاوزه عن غرمائه -: لعل اللهَ يتجاوز عنا - إيمانٌ وإقرار بالرب ومجازاته، وكذلك قَوْلة الآخر: خشيتُك يا رب - إيمانٌ بالله، واعتراف له بالربوبية، والله أعلم.

وأما قوله: "لئن قدر اللهُ عليَّ"، فقد اختلف العلماء في معناه، فقال منهم قائلون: هذا رجل جهِل بعضَ صفات الله - عز وجل - وهي القدرة، فلم يعلم أن اللهَ على كل ما يشاء قدير، قالوا: ومن جهل صفةً من صفات الله - عز وجل - وآمَن بسائر صفاته وعرَفها، لم يكن بجهله بعضَ صفاتِ الله كافرًا، قالوا: وإنما الكافر من عاند الحقَّ، لا مَن جهِله؛ وهذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين، وقال آخرون: أراد بقوله: لئن قدر اللهُ عليه، من القدر الذي هو القضاء، وليس من باب القدرة والاستطاعة في شيء، قالوا: وهو مثل قول الله - عز وجل - في ذي النون: ﴿ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ [الأنبياء: 87]، وللعلماء في تأويل هذه اللفظة قولان: أحدهما: أنها من التقدير والقضاء، والآخر: أنها من التقتير والتضييق، وكل ما قاله العلماءُ في تأويل هذه الآية، فهو جائز في تأويل هذا".

قال ابن حجر:
"قوله: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذُرُّوني - بضم المعجمة وتشديد الراء - في حديث أبي سعيد: فقال لبنيه لَمَّا حُضِر - بضم المهملة وكسر المعجمة؛ أي: حضره الموت -: أيُّ أبٍ كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرًا قط، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذَرُوني - بفتح أوله والتخفيف - وفي رواية الكُشْمِيهَني: ثم أَذْرُوني بزيادة همزة مفتوحة في أوله، فالأول بمعنى دعوني؛ أي: اتركوني، والثاني من قوله: أذرتِ الريحُ الشيءَ: إذا فرَّقتْه بهبوبها، وهو موافق لرواية أبي هريرة.

وفي حديث أبي سعيد: في يوم عاصف؛ أي: عاصف ريحُه، وفي حديث معاذ عن شعبة عند مسلم: في ريح عاصف، ووقع في حديث موسى بن إسماعيل في أول الباب: حتى إذا أكَلتْ لحمي، وخَلَصت إلى عظمي، وامتُحِشت - وهو بضم المثناة وكسر المهملة بعدها شين معجمة - أي: وصل الحرقُ العظامَ، والمحش: إحراقُ النارِ الجلدَ.

قوله: فوالله لئن قدر اللهُ عليَّ، في رواية الكُشْمِيهَني: لئن قدَر عليَّ ربي، قال الخطابي: قد يستشكل هذا، فيقال: كيف يُغفَرُ له وهو منكِر للبعث والقدرةِ على إحياء الموتى؟!

والجواب أنه لم ينكرِ البعث، وإنما جهِل، فظن أنه إذا فُعل به ذلك لا يعاد فلا يعذَّب، وقد ظهر إيمانُه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله، قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قومٌ من المسلمين فلا يكفرون بذلك، وردَّه ابن الجوزي وقال: جحدُه صفةَ القدرة كفرٌ اتفاقًا، وإنما قيل: إن معنى قوله: لئن قدر الله عليَّ؛ أي: ضيَّق، وهي كقوله: ﴿ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ﴾ [الطلاق: 7]؛ أي: ضُيِّق، وأما قوله: لعلِّي أضِلُّ اللهَ، فمعناه: لعلي أَفُوتُه، يقال: ضل الشيء: إذا فات وذهب، وهو كقوله: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]، ولعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه وخوفه؛ كما غلط ذلك الآخَر فقال: أنت عبدي وأنا ربك، أو يكون قوله: لئن قدَّر عليَّ، بتشديد الدال؛ أي: قدر علي أن يعذبني ليعذبني، أو على أنه كان مثبتًا للصانع وكان في زمن الفترة، فلم تبلغْه شرائط الإيمان، وأظهرُ الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه؛ حتى ذُهب بعقله لِما يقول، ولم يقلْه قاصدًا لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخَذُ بما يصدر منه، وأبعدُ الأقوال: قولُ من قال: إنه كان في شرعهم جوازُ المغفرة للكافر.

قوله: فأمر اللهُ الأرضَ، فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت، وفي حديث سلمان الفارسي عند أبي عوانة في صحيحه: فقال الله له: كن فكان كأسرعَ من طرفة العين، وهذا جميعه - كما قال ابن عقيل - إخبارٌ عما سيقع له يوم القيامة، وليس كما قال بعضهم: إنه خاطب رُوحَه؛ فإن ذلك لا يناسب قولَه: فجمعه الله؛ لأن التحريق والتفريق إنما وقع على الجسد وهو الذي يُجمع ويعاد عند البعث".

يقول الدكتور وجيه الشيمي فيما يُستفاد من هذه القصة: "إن من يخاف من الله في الدنيا يأمن يوم القيامة؛ لأن اللهَ لا يجمع على عبدٍ أمنين ولا خوفين، فمن أمِنَه في الدنيا، خوَّفه يوم القيامة، ومن خافه في الدنيا أمَّنه يوم القيامة؛ كان الخوفُ من الله دأْبَ الصالحين وسلوك المتقين؛ قال الصدِّيق - رضي الله عنه -: " لا آمَنُ مكر الله ولو كانت إحدى قدميَّ في الجنة".

وقال الفاروق عمر - رضي الله عنه -: "لو نادى منادٍ: كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدًا، لظننت أن أكون أنا".

بر الوالدين، فقد استجاب الأبناء لأبيهم مع صعوبة تنفيذ هذه الوصية، فكيف يستطيع الأبناء أن يحرقوا جسد أبيهم بعد موته؟!

• في هذا الحديث بيانُ أن الله لا يعذِّب أحدًا إلا بعد العلم، فهذا الرجل قد جهِل حقيقةَ صفةٍ من صفات الله، ومع ذلك يُعذَر بجهله؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء: 15].


• في هذه القصة بيان قدرة الله المطلَقة التي لا حدود لها ولا نهاية، ولَمَّا جهل المشركون حقيقة هذه القدرة، ضلُّوا وأضلُّوا".

الموضوع الأصلي: <إذا أنا مت، فأحرقوني> || الكاتب: ملكة الحنان || المصدر: منتديات غرام الشوق

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : ملكة الحنان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس