تفسير أيات سورة الصافات/ج2
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إذاً: فنظر نظرة إلى النجوم فقال إني سقيم. كلمة راغ من سورة الصافات:
﴿ فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) ﴾
وكذلك في سورة الصافات:
﴿ فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) ﴾
يعني أنتم خلقكم الله عزّ وجل وهذه الحجارة التي نحتموها وجعلتموها أصنام. أرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين إذا كنت مع الله لو أراد بك خصومك كيداً يجعلهم الله مع الأسفلين.
في نقطة دقيقة في سورة الصافات:
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) ﴾
الأمر إذا اتضحت حكمته قلَّ فيه الجانب التعبدي ، أما إذا خفيت حكمته عظم فيه الجانب التعبدي ، فإن صح القول هذا الأمر بذبح ابنه أمر تعبدي يعني أحياناً تعطي أمر لأبنك توضح له العلة شيء مقنع. نظّف أسنانك لئلا تخسرها في وقت مبكر ، كلام طيب. لا تكذب لتكون ذا مكانة عالية جيد... كل ما أعطى الأمر أعطاه العلة. أما لو قال له لا تأكل الطعام معنا ولا يوجد سبب أبداً.... لا يمتحن عقل الابن هنا يمتحن ولاؤه. العقل يمتحن والولاء يمتحن حينما قال الأب لابنه لا تأكل ، الابن جوعان والأكل طيب والأكل حلال.. ما في داعي ما آكل.. الآن لا يمتحن عقله.. يمتحن ولاؤه فإذا قال سمعاً وطاعةً يا أبت ولاؤه عالي جداً. فسيدنا إبراهيم أبو الأنبياء قيل له اذبح ابنك في المنام اذبح ابنك... ابنه نبي. بعدين انظر... بلغ معه السعي. أصعب شيء.. ربيت شاب حتى صار بسن يعاونك فقدته... شيء لا يحتمل إلى أن بلغ معك السعي: قال يا بني إني أرى أني في المنام أذبحك قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين : قال:﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106سورة الصافات)
هذا امتحان.... لا أريد أن الإنسان يقع بالتشاؤم لكن الحقيقة المرة كما أقول دائماً أفضل من الوهم المريح. لابد من أن تبتلى ، لكن كل إنسان يبتلى على قدر إيمانه.. الله حكيم لا يحملك حمل لا تحتمله لكن دائماً كل إنسان له قوة تحمل يأتيه امتحان من الله يتناسب مع قوة تحمله ليظهر صدقه ليظهر إخلاصه ليظهر ثباته لتظهر طاعته ليظهر حبه لله عزّ وجل ، أما من دون ابتلاء لا الحب يظهر ولا الطاعة تظهر ولا الثبات يظهر ولا التضحية تظهر لا يظهر شيء. نحضر مثل: زوجين يعيشان في بيت واحد كل منهما يدعي أنه مولّه بالآخر غارق في حبه إلى قمة رأسه جيد... هذا وهم لأنه كل منهما يحقق للآخر مصلحته الكاملة. يأتي الزوج ظهراً يجد الزوجة بأبهى زينة والطعام جاهز والبيت نظيف والأولاد مرتبون فمصلحته مع زوجته ، وهي ضعيفة لها زوج ملئ السمع والبصر قوي غني محب لطيف فيوجد مصالح متبادلة.
هناك دعوة أنه أنا أحبه حباً لا حدود له وهو يقول كذلك.. الآن لو أن الزوجة أصابها مرض عضال أو بالعكس. لو أن الزوج افتقر فجأة لم يعد معه مصروف المصلحة انقطعت.. إذا في ولاء حقيقي إذا في حب حقيقي الآن يظهر. الأول لم يكن ظاهر الأول الأوراق مختلطة كل من الطرفين يحقق للآخر كل مصلحته ففي دعوة أنه أنا أفديها بروحي فلما مرض.. لا حول الله على هذا البلاء " الله يخلصنا منها " اختلف الوضع
والحمد لله رب العالمين
جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل
محمد النابلسي
والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|