يروى أن صيادا لديه زوجة وعيال،
لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد*ينفد من البيت
وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في اﻷبناء،
والصياد كل يوم*يخرج للبحر إﻻ أنه ﻻ يرجع بشيء.
وظل على هذا الحل عدة أيام*
وذات يوم، يأس من كثرة المحاوﻻت،
فقرر أن يرمي الشبكة ﻵخر مرة،
وإن لم يظهر*بها شيء سيعود للمنزل
ويكرر المحاولة في اليوم التالي،
فدعى الله ورمى الشبكة،*
وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح،
وعندما أخرجها وجد بها سمكة*كبيرة جدا..
لم ير مثلها في حياته*ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أضنها ﻻ تفرج*
فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال
*ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟*فأخذ يحدث نفسه...
*سأطعم أبنائي من هذه السمكة*
سأحتفظ بجزء منها للوجبات اﻷخرى*
سأتصدق بجزء منها على الجيران*
سأبيع الجزء الباقي منها*......
وقطع عليه أحﻼمه صوت جنود الملك ...
يطلبون منه إعطائهم السمكة..
ﻷن الملك أعجب بها.
فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة
بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها..
رفض الصياد إعطائهم السمكة،
فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أوﻻ،
إﻻ أنهم أخذوها منه بالقوة..
وفي القصر ... طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء
وبعد أيام اصاب الملك داء (الغرغرينة، وكان يطلق عليه اسم غير هذا اﻻسم في ذلك الزمان
فاستدعى اﻷطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى ﻻينتقل المرض لساقه،
فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له. وبعد مدة، أمربإحضار اﻷطباء من خارج مدينه،
وعندما كشف اﻷطباء عليه، أخبروه بوجود بتر قدمه..ﻷن المرض انتقل إليها،
ولكنه أيضا عارض بشدة..
بعد وقت ليس بالطويل، كشف اﻷطباء عليه مرة ثالثة،
فرأوا أن المرض قد وصل لركبته..
فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي ﻻ ينتشر المرض أكثر...
فوافق الملك..وفعﻼ قطعت ساقه..
في هذه اﻹثناء، حدثت اضطرابات في البﻼد،
وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب الملك من هذه اﻷحداث..
أولها المرض وثانيها اﻻضطرابات.. فاستدعى أحد حكماء المدينة،
وسأله عن رأيه فيما حدث..
فأجابه الحكيم: ﻻبد أنك قد ظلمت أحدا؟
فأجاب الملك باستغراب: لكني ﻻ أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي
*فقال الحكيم: تذكر جيدا، فﻼبد أن هذا نتيجة ظلمك ﻷحد.*
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد..
وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد..
وإحضاره على الفور.. فتوجه الجنود للشاطئ،
فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك..
فخاطب الملك الصياد قائﻼ:
أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا
فقال الملك: تكلم ولك اﻷمان ..
فاطمأن قلب الصياد قيﻼ وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائﻼ*(( اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه ))*
ﻻ تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
*تنام عينك والمظلوم منتبه * * يدعو عليك وعين الله لم تنم*
اﻻنس ثمرة الطاعة والمحبة ..فكل مطيع لله*مستأنس...
وكل عاص مستوحش ....
رااقت لي..,,