كما اختار الله سبحانه وتعلى واصطفى نبيه محمدًا – صلى الله عليه وآله وسلم – لرسالته، اصطفى له أصحابه الكرام. وكما جاء ذكره فى الكتب السابقة ، كذلك جاء ذكرهم فى الكتب السابقة وهى التوراة والانجيل .
وهذه الآية التى بين أيدينا تنطق بهذا ، أنهم أشداء على الكفار ، وأنهم رحماء بينهم ، وأنهم راكعون ساجدون لله تعالى وهذا ظاهرهم. أما باطنهم فقد زكاه الله تعالى فقال ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) وهل أحد يعلم السرائر مثل الله تعالى ؟!
هذا هو وصفهم فى التوراة .
أما فى الانجيل ؛ فيصف فيه الله تعالى نبيه محمدًا كأنه زرع مبارك ، ثم نما هذا الزرع وأخرج بجانبه زرعًا آخرًا ، كذلك رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان هو المؤمن الأول والزرع الأول لهذا الدين ، ثم آمن بدعوته بقية أصحابه فاستغلظت دعوته وعظمت بهم جميعًا ، كما يشتد عود الزرع الأصلى ببقية الزرع من نفس نوعه .
فهل بعد هذا الفضل من فضل ؟! وهل بعد هذا المدح من مدح ؟!
ألا قاتل الله أصحاب الأهواء الذين ينالون من أصحاب رسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ، وما أقبحهم والله ما فضحوا إلا أنفسهم ، فإنه لو تحول الناس جميعًا إلى كناسين ليهيلوا التراب على السماء لأهالوا التراب على أنفسهم ولظلت السماء هى السماء فى عظمتها وعلوها وصفائها !
* ومما يدل على كمال ذلك أن عمر بن الخطاب حين ذهب لاستلام بيت المقدس ، رفض البطريريك أن يسلمها إلا للخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، قائلا أن وصف من سيستلم بيت المقدس قد جاء مسطرًا عندهم فى التوراة ، فلما جاء عمر وجدوا صفاته التى جاءت فى التوراة متحققة فسلم إليهم بيت المقدس ونزل على شروطهم .
وإن شاء الله نتابع فى مرة أخرى حول حديث القرآن عن أصحاب النبى – صلى الله عليه وآله وسلم