كما أن الجسم والعقل يحتاجان للاسترخاء حتى يهدأ الإنسان هدوءة محببة إلى نفسه ،
فإن الروح في حاجة إلى الاسترخاء أكثر من الجسم والعقل ،
لأن الروح هي الأصل والجسم والعقل هما الإطار الظاهر للصورة الحقيقية التي هي صميم أنفسنا ،
التي هي وجودنا الأبدي السرمدي ، هي النور الذي يملأ جوانحنا هي الحقيقة الباطنة في ظاهرنا ،
هي الشعلة المقدمة المتسربلة في لباستا المادي المصباح في داخل المشكاة ،
والرغبة في الانتقام . ولكي نهدأ أرواحنا وهنا أنفسنا ، ونمضي قدما في حياتنا المادية وجب علينا أن نغذي أرواحنا .
أن ننظف المشكاة فتضىء الشعلة في زجاجها ، فتومض الروح ومضات مستمرة كما يومض الكوكب في كبد السماء ، فيملأ قلوبنا النور ،
وتشرق وجوهنا بالبشر والمحبة ، ويصلح أمر دنيانا وآخرتنا أطلق الروح من عقالها يوم أو يومين في الأسبوع ،
،
دعها تنطلق في الكون تنشر الحب خالصة من كل دنس ، دعها تتصف بالعفة والفضيلة ،
دعها تشف بالدماثة والعذوبة ، والأدب والكياسة ، والحنان والطيبة ، والتواضع والرقة ،
والذكاء الذي يعرف كيف يكون رائعة رائقة ،
وكيف يوفق بين واجب التحفظ في الحياة ، وبين الشعور بالحرية المدنية بالغرائز السفلى ،
والرغبات الدنيئة الغاشمة الشريرة .
صمم أن تختار يوما أو يومين في الأسبوع ، تصوم فيهما عن أكل كل ما فيه روح وكل ما خرج من الروح ،
امتنع عن أكل الأسماك والطيور واللحوم ومستخرجاتها ، امتنع عن أكل الأشياء الحريقة ، امتنع عن تناول المخللات والمشروبات الكحولية ؛
أكثر من تناول الفواكه ، والخضراوات الطازجة أو المطهوة طهو خفيفا ،
تناول بضع حبات من الجوز أو اللوز أو البندق ، أو الفواكه المجففة كالزبيب والتين والبلح والمشمش والقراصيا والكمثرى وغيرها .
لا تكثر من الطعام في هذا اليوم ، كن خفيفة وستشعر في هذا اليوم أنك أقوى منك في أي يوم من أيام الأسبوع وأنك خفيف الحركة .
صافي الذهن . هادئ النفس حاول أن تعمل الخير في هذا اليوم ،
نقب عن وجوه الخير وافعل ما يمكنك فعله ولو بالامتناع عن فعل الشر وهو أضعف الإيمان .
لا تغتب أصدقاءك ومعارفك . حاول أن تكون في هذا اليوم ، دمث الأخلاق الصفات ، مشرقة كالأمل ،
مبهجة كالفرح ، مبتسما کالسعادة ،
رقيقة رقراقة كماء الغدير . متواضعة كالتراب يحمل في طياته التبر ، كن متألقة ولا تكن متألها ،
من السرور المطلق . حاول أن تضع نفسك في هذا الجو ، ما عليك إلا أن تفرج شفتيك حتى ترف عليهما ابتسامة ، لا تكن متزمتا - هيا واضحك ...
اسخر من الحياة ، أضحك على « مقالب احياة و لا تكن أنت الضحية المغيظ ،
كن أنت الساخر من الدنيا ، لا تدع لها المجال لإغاظتك وإرهاق أعصابك .
وزع حنانك على زوجتك وأولادك وأهلك وأخواتك وأصحابك . وهرووسك .
اشعر أنك ملك الخير ، ووزع الخير في حدود إمكانياتك ، لا ترد قاصدأ ،
اشعر أنك الحياة ، وأنك تسري في من هم حولك بالسعادة والهناء ،
لا تدع للأحزان مجالا في عقلك أو قلبك في هذا اليوم ، اجعلها تتضور جوعا حتى تموت وتفي ،
وامة قلبك بالبشر والسعادة وأروها من نهر الصفاء الروحي ...
أكثر من ذكر الله في هذا اليوم ، وتأمل في الوجود ، وستجد نفسك على عرش السعادة الذي صنعته بيديك تغي حولك أطياف الملائكة أغاني الخير وأهازيج وتشنف آذانك موسی الرضا والقناعة ،
ومع المداومة والاستمرار مستجد نفسك محبوبة من الجميع ، متألقة دون تأله ، هادئة .__
الاسترخاء بخلاصة : هي أن الاسترخاء وهو إعطاء الجسم قسط من الراحة – يضاعف الإنتاج ،
ويضاعف الحيوية في الجسم ، وبالتالى يضاعف العمر وأزيد في حدي كلمة أخرى ،
ألا وهي أن الاسترخاء بالجسم والعقل .
لا يتم إلا إذا كان العقل في حالة صفاء ، والصفاء لا يتأتى إلا إذا عاش الإنسان في إطار من التفاهم وحسن المعاملة ،
والمجاملة لمن يحيطون به فكيف يهدأ عقلك وقد فعلت شرا بالناس ، أو تعاملت معهم على الغش ، ،
و والمثل المأثور يقول : عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، والدین المعاملة ، والمعاملة دندنها الشرف والأمانة ،
والإخلاص في العمل ، وأداء الواجب ،
والبذل والتضحية . حاول أن تكون يدك هي اليد العليا ، فاليد العليا خير من اليد السفلى ، أعط أكثر مما تأخذ . ابذل أكثر مما في وسعك .
لا تخادع فتصبح أنت المخدوع . ولا تظلم فتدور عليك الدائرة ،
عن كل ما يشين كرامتك ، أو يثير أعصابك ، وارفع مقتك وغضبك . .عن الناس ، يرفع الله مقته وغضبه عنك . جاء في الكتاب العزيز : ولو کنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، ،