قصة تقديم قافلة الشام صدقة للمسلمين فى عهد عثمان بن عفان
سيدنا عثمان وكرم وسخاء في وقت القحط عاصر سيدنا عثمان ولايتي خليفةالرسول الأول أبو بكر الصديق وامير المؤمنين عمر وماتا وهما راضيان عنه حتي بويع بالخلافة عام 23هجرية وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً. تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي، وفتحت في عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية، فمن البلدان التي فتحت في أيام خلافته أرمينيةوخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحمايةالشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
وخلال النصف الثاني من خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه التي استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة، ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى استشهاده وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة.
ورغم الطبيعة الخاصة التي التصقت بشخصية سيدنا عثمان كواحد من اكثر رجال الجزيرة العربية ثراء الإ أن كان من معادن الرجال النادرة والتي تظهر بقوة في وقت الشدائد حيث كانت له مواقف مشهودةكشفت بطولاته وإيثاره وانفاقهالغالي والنفيس من أجل نصرة الدعوة وتثبيت اركان الدولة الاسلامية ودعم الفقراء والمساكين.
ومن المواقف التي اكدت بطولات سيدنا عثمان وسخاءه في دعم الدعوة الإسلامية ما رواه ابن عباس رضي الله عنهماحيث قال: قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق، فاجتمع الناس إلى أبي بكر فقالوا: السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت، والناس في شدة شديدة،فقال أبو بكر: انصرفوا واصبروا، فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم،
عثمان وتقديم قافلة الشام صدقة للمسلمين حبر الأمة سيدنا عبدالله بن عباس استكمل روايته للحادثة قائلا : قال: فما لبثنا أن جاء أجراء عثمان من الشام،فجاءته مائة راحلة بُرًّا -أو قال طعاما- فاجتمع الناس إلى باب عثمان، فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم عثمان في ملأ من الناس، فقال: ما تشاءون؟ قالوا: الزمان قد قحط؛السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، والناس في شدة شديدة، وقد بلغنا أن عندك طعاما،فبعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين، فقال عثمان: حبًّا وكرامة، ادخلوا فاشترواالتجارة.
وحينما دخل التجار منزل سيدناعثمان ووجدوا الطعام بداخله خاطبهم ذاالنورين بالقول ، فقال: يا معشر التجار كم تربحونني على شرائي من الشام؟ قالوا:للعشرة اثنا عشر، قال عثمان: قد زادني، قالوا: للعشرة خمسة عشر، قال عثمان: قدزادني، قال التجار: يا أبا عمرو، ما بقي بالمدينة تجار غيرنا، فمن زادك؟
وهنا رد الخليفة الراشد الثالث:زادني الله -تبارك وتعالى- بكل درهم عشرة، أعندكم زيادة؟ قالوا: اللهم لا، قال:فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين.
سيدنا عبدالله بن العباس علق علي هذا الأمر قائلا "رأيت من ليلتي رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام وهو على برذون أبلق (الذي فيه سواد وبياض) عليه حُلَّة من نور، في رجليه نعلان مننور، وبيده قصبة من نور، وهو مستعجل،
حبر الأمة خاطب النبي قائلا : فقلت:يا رسول الله، قد اشتد شوقي إليك وإلى كلامك فأين تبادر؟ قال: "يا ابن عباس،إن عثمان قد تصدق بصدقة، وإن الله قد قبلها منه وزوَّجه عروسا في الجنة، وقد دعيناإلى عرسه"