حل فصل الربيع، فأخذت العصافير تغرد على أغصان الأشجار،
وتغني ألحاناً رائعة وامتلأت الغابة بالأزهار الجميلة والفراشات الملونة . خرجت جميع الحيوانات من بيوتها بعد نوم طويل واستمتعت بدفء الشمس من جديد، كانت الأزهار الملونة تملأ الغابة . . . هنا زهرة حمراء ، وهناك زهرة بيضاء ، وألوان کثيرة زاهية ، تملأ النفس حباً لها . وكانت النحلات تخرج كل يوم منذ الصباح الباكر لتجمع الرحيق من الازهار
فتصنع منه عسلا لذيذا وفي الغابة ، كانت جميع الحيوانات تحب العسل ، وتصطف صباح كل يوم امام خلية النحل ، لتاخد العسل . وفي صباح احد الايام حضرت الحيوانات كعادتها
لتاخد العسل، ولکنها حزنت کثيراً، لانها لم تجد عسلا ، فتساءلت : لماذا لا يوجد عسل ! ؟ تقدمت نحلة نشيطة من الحيوانات،
وأخبرتها أن اختفاء الأزهار من الغابة
هو السبب في عدم وجود العسل ، لأن النحل يحتاج إلى الأزهار في صنع العسل.
دار حديث طويل بين الحيوانات،
واتفقت فيما بينها على معرفة سر اختفاء الأزهار
من الغابة .
وقررت أن يكون الكلب حارساً على الأزهار،
ليعرف من الذي يقطفها ؟. وفي يوم من الأيام رأى الكلب أرنباً يقطف زهرة جميلة ، فلحقه وسأله عن الزهرة ، فضحك الارنب وقال : انها زهرة واحدة
، ولن تضر شيئاً، فأزهار الغابة كثيرة جداً .
وفي اليوم التالي رأى الكلب ثعلباً يقطف زهرة ، وأخذها إلى بيته . فسأله الكلب عن ذلك فأجاب :
انها زهرة واحدة، ولن تضر شيئا. وفي يوم ثالث جاء غزال وقطف زهرة ، فتبعه الكلب ، وسأله عن سبب ذلك ، فقال الغزال : إنها زهرة واحدة ولن تضر شيئا. عرف الكلب سر اختفاء الأزهار من الغابة، فجرى مسرعاً إلى ملك الغابة وقال له : معظم الحيوانات تقطف الأزهار، ويظن كل واحد منها أن زهرة واحدة لن تضر شيئاً،
حتى لم يعد في الغابة أزهار.
غضب ملك الغابة كثيراً، ودعا جميع الحيوانات إلى اجتماع طارئ، و اعلن امام الجميع قراره بمنع قطف الأزهار من الغابة ، وفرض عقوبة على كل من يقطف زهرة بحرمانه من العسل مدة اسبوع . نفذت الحيوانات قرار ملك الغابة،
فامتنعت عن قطف الأزهار .
وبعد فترة من الزمن عادت الأزهار تملأ الغابة من جديد، وعادت النحلات