أصناف الناس مع نعم الله سبحانه وتعالى - منتديات غرام الشوق

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

مركز تحميل منتديات غرام الشوق
   
( فعاليات غرام الشوق )  
 
 
 



♥ ☆ ♥ أهداءات غرام الشوق ♥ ☆ ♥


•₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• [ سطور إسلاميه . نور القلب . ادعيه . أحاديث ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 30-12-2024, 10:30 AM
اناقه جنوبيه متواجد حالياً
Iraq     Female
اوسمتي
شكر وتقدير وسام الترحيب 
 
 عضويتي » 495
 جيت فيذا » Dec 2024
 آخر حضور » 14-01-2025 (12:33 PM)
آبدآعاتي » 512
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 16
أرسلت إعجاب » 7
  النــقــاطــ » 220
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مزاجي  »  none
 التقييم » اناقه جنوبيه has a spectacular aura aboutاناقه جنوبيه has a spectacular aura aboutاناقه جنوبيه has a spectacular aura about
أس ام أس ~
 
افتراضي أصناف الناس مع نعم الله سبحانه وتعالى




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

لا تَرْتَجِ الخلقَ؛ فالأبوابُ مُرْتَجَة ٌ
دون الحطام وباب الله مفتوحُ
والرّزقُ لو كان في أيدي الأنامِ أَبَوْا
أَنْ يشرَبَ الماَء مِنْ طُوفانِه نوحُ
لكنه في يدي من فضله أبداً
للطائعينَ وللعاصينَ مَمْنُوحُ


أما بعد.. فيا أيها الإخوة..

إن حقيقة التوحيد الذي يفلح صاحبه في الدنيا والآخرة هو تعليق القلب بالله ومعرفة أن الله هو المنعم على الحقيقة وأن يقطع العبد قلبه عن التعلق بالعباد فما العباد إلا أسباب يسخرهم الله تعالى وما من أحد تعلق بمخلوق إلا وخذل.



روى الترمذي بسند صحيح من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ» [1].



فيجب على كل مسلم -أيها الإخوة- أن يجعل الهموم همّاً واحداً ألا وهو إرضاء الله تعالى وإحسان ما يلاقيه به يوم معاده إليه ووقوفه بين يديه حتى يوقى السوء ويلقى الخير كما قال تعالى: ï´؟ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ï´¾ [المؤمنون: 97 - 104].



وفي الصحيحين عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» [2].



ومن سبل إرضاء الله التي غفل عنها كثير من الناس شكره على نعمه وذلك بإضافتها إليه قولاً واعترافاً أولاً واستخدامها في طاعته ثانياً وحمده وذكره بها ثالثاً وهكذا فالعبد يتقلب ليل نهار في نعم الله ومع ذلك قليلاً إن شكره -سبحانه وتعالى- على ما أنعم عليه من نعمة وما أسدى إليه من منة، ومن كان حاله كذلك -أيها الإخوة- كان إيمانه ناقصاً وتوحيده غير تام، فإن الشكر رأس الإيمان وهو مبني على ثلاثة أركان اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه وعلى غيره، والتحدث بها والثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته سبحانه.



فقم واشكر الله الكريم بنهضة إليهمْ، فشكرُ اللّهِ للخلق لاَزِمُ.

أيها الحبيب إن الفضل في كل ما تعمل وتذر هو لله رب العالمين ولو لم يقدرك الله ما قدرت ولو لم يعنك ما استطعت فمتى تعرف أنك به، ولو لم يكن لك فلن تكون؟ ومن عرف هذا فقد عرف نفسه وعرف ربه يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرًا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرًا: ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء. وكان كثيرًا ما يتمثل: "أنا المكدِّي وابن المكدّي وهكذا كان أبي وجدي".



وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلامًا جيدًا، قال ابن القيم: وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:

أنا الفقير إلى رب البرياتِ
أنا المسيكين فى مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي
والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة
ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني
ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا
إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئًا دونه أبدًا
ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به
كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذات لازم أبدًا
كما الغنى أبدًا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم
وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلًبا من غير خالقه
فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه
ما كان منه وما من بعد قد ياتي


فأي ظلم أيها العبد يقع منك أعظم من أن يخلقك ربك من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم سواك رجلاً ورزقك من كل نعمة، وآتاك من كل ما سألته، ودفع عنك كل نقمة واستجاب لشكاتك وفرج كربك، ثم بعد هذا تحبس لسانك وجوارحك عن شكر نعمه، وربما تشكر غيره، إن هذا لهو النبأ العظيم أن ينزل خيره إليك متواتر، ولا يصعد منك إليه إلا الشر مستطيراً.



إن منا -أيها الإخوة- من إن شفاه الله وعافاه لا يذكر إلا مهارة الطبيب، وجهد الأولاد، ووفرة المال، وربما نظافة المستشفى وسرعة أداء الممرضات واختيار الحذاق من أصحابه لهذه المستشفى، وهكذا في سلسلة طويلة لا نمنع أبداً من الثناء عليها، لكن وللأسف ينسى في هذه السلسلة كلها أولها ومسببها وموجدها وخالقها صاحب النعمة الأولى والأخيرة في الشفاء ألا وهو الله الذي طببك قبل أن يطببك الطبيب، بل الذي هو فعلًا الطبيب وما الذي باشر الفحص والتشخيص إلا رفيق، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم والحديث أخرجه أبو داود وأحمد بسند صحيح عَنْ أَبِى رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَبِى فَرَأَى التي بِظَهْرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُعَالِجُهَا لَكَ فإني طَبِيبٌ قَالَ «أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ». وفي رواية: طبيبها الذي خلقها"[3].



والأولى -أيها الإخوة- أن يجعل المسلم الحديث عن هذه الأسباب في ترتيبها الطبيعي ومكانها الصحيح وهو بعد رتبة فضل الله -عز وجل- فيقول: لولا الله ثم العلاج ما حصل الشفاء، ولولا الله ثم قوَّة الجيش لما حصل النصر.



وقد قال الله -عز وجل- مخبراً عن حال الكفار مع نعمه يحذرنا أن نكون مثلهم: ï´؟ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا ï´¾ [النحل: 83] فمن نسب النعم إلى غير الله فقط مثنياً شاكراً فإنه مما ينافي كمال التوحيد ويشبه حال الكفار بالعزيز الحميد بل فيه إنكار لنعمة الله بنسبتها إلى غيره وهذا نوع من جحودها.



وفي الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخدري قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في أَضْحًى - أَوْ فِطْرٍ - إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ». قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ». قُلْنَ بَلَى. قَالَ «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ». قُلْنَ بَلَى. قَالَ «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا» [4].



وكفران العشير –أيها الإخوة- هو إنكار حسن عشرة الزوج لأجل موقف واحد كما في الرواية الأخرى "لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم تركت يوما قالت: ما رأيت منك خيرا قط"[5]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل كفران المرأة عشرة زوجها يُدخلها النار فكيف بمن جحد وأنكر نعمة العزيز الغفار.



ومن أضاف النعمة إلى غير الله تعالى ومنعها أن يضيفها إلى الله تعالى فقد أساء وأساء عقله فهذا يتضمن قطع إضافة النعمة عمن لولاه لم تكن وإضافتها إلى من لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلاً عن غيره.



وقد كان المشركون يقولون عن نعم الله تعالى عليهم: هذا بشفاعة آلهتنا والشفاعة شفاعة الآلهة المزعومة هذه ليست شيئاً شرعيّاً ولا قدريّاً حتى ينسب إليها رزق أو نعمة أو خير ولكنه الشرك طمس على قلوبهم فأضافوا نسبة النعم إلى غير أسبابها فالأمر في ذلك على ما قال الله تعالى: ï´؟ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ï´¾ [البقرة: 10].



وفي الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهني أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «أَصْبَحَ مِنْ عبادي مُؤْمِنٌ بي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» [6].



قال شيخ الإسلام: والله تعالى يذم من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به وهذا كثير في الكتاب والسنة.



قال تعالى: {ï´؟ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ï´¾ [الواقعة: 82] قال الحافظ ابن كثير أي تكذبون بدل الشكر، فهذه النعم تستحق الشكر منكم وأنتم تجعلون حظكم ونصيبكم من النعم التكذيب والكفر بها بدل الشكر والمعرفة لها [7].



وهكذا يذم سبحانه من كذب بنعمه أو أنكرها وجحدها ونسبها إلى غيره -عز وجل- فما من نعمة في الأرض ولا في السماء إلا منه قال تعالى: "وما بكم من نعمة فمن الله" وقد قص الله علينا ما كان ممن أنكر نعمه كيف آلت حاله وانتهت عاقبته كما قال -عز وجل-: "ï´؟ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ï´¾ [الكهف: 32 - 44].



فليحذر المسلم أن تجري على لسانه هذه الكلمات وإن لم يقصدها بقلبه من مثل لولا الكلب لسرقنا ولولا الريح لسلمنا ولولا المطر ما كسرت قدمي ولولا سعيه وجده ما صار غنيّاً وهكذا، وليجعل فضل الله أول ما يطرأ على لسانه.



وإذا امتلأ القلب بهذه الحقيقة - أيها الإخوة - وهي أنه ما من شيء في هذا الملكوت إلا والله هو الذي يفتحه وأنه هو الذي يغلق ما يشاء وأن كل النعم من المنعم سبحانه وأن الناس والعباد مجرد أسباب في ذلك لأثمر ذلك فيه ثمرات يجد حلاوتها ألذ وأشهى من كل شيء ولتمنى أن تكون الجنة في مثل حلاوة ولذة هذه اللحظات والثمرات قال تعالى: ï´؟ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ï´¾ [فاطر: 2].



يقول صاحب الظلال: في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى. وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعًا.



إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السموات والأرض وتصله بقوة الله. وتيئسه من مظنة كل رحمة في السموات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السموات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السموات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.



ورحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد؛ ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكوينه، وتكريمه بما كرمه؛ وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته؛ وفيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير.



ورحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح. ويجدها من يفتحها الله له في كل شيء، وفي كل وضع وفي كل حال، وفي كل مكان.. يجدها في نفسه، في مشاعره؛ ويجدها فيما حوله، وحيثما كان وكيفما كان. ولو فقد كل شيء مما يَعُد الناس فقده هو الحرمان.. ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حالة، وفي كل مكان. ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان!



وما من نعمة – يمسك الله معها رحمته – حتى تنقلب هي بذاتها نقمة. وما من محنة – تحفها رحمة الله – حتى تكون هي بذاتها نعمة.. ينام الإنسان على الشوك – مع رحمة الله – فإذا هو مهاد. وينام على الحرير– وقد أُمسكت عنه – فإذا هو شوك القتاد. ويعالج أعسر الأمور – برحمة الله – فإذا هي هوادة ويسر.



ويعالج أيسر الأمور – وقد تخلت رحمة الله – فإذا هي مشقة وعسر. ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي هوادة ويسر وسلام. ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار!



ولا ضيق مع رحمة الله. إنما الضيق في إمساكها دون سواه. لا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن، أو جحيم العذاب أو في شعاب الهلاك. ولا سعة مع إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم، وفي مراتع الرخاء. فمن داخل النفس برحمة الله تتفجَّر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينة. ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق والتعب والنصب والكد والمعاناة!



هذا الباب وحده يُفتح وتُغلق جميع الأبواب، وتوصد جميع النوافذ، وتسد جميع المسالك.. فلا عليك فهو الفرج والفسحة واليسر والرخاء.. وهذا الباب وحده يغلق وتفتح جميع الأبواب والنوافذ والمسالك فما هو بنافع. وهو الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء!



هذا الفيض يُفتح، ثم يضيق الرزق. ويضيق السكن ويضيق العيش، وتخشن الحياة، ويشوك المضجع.. فلا عليك. فهو الرخاء والراحة والطمأنينة والسعادة. وهذا الفيض يمسك. ثم يفيض الرزق ويقبل كل شيء. فلا جدوى. وإنما هو الضنك والحرج والشقاوة والبلاء!



المال والولد، والصحة والقوة، والجاه والسلطان.. تصبح مصادر قلق وتعب ونكد وجهد إذا أُمسكت عنها رحمة الله. فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان.



يبسط الله الرزق – مع رحمته – فإذا هو متاع طيب ورخاء؛ وإذا هو رغد في الدنيا وزاد إلى الآخرة. ويمسك رحمته، فإذا هو مثار قلق وخوف، وإذا هو مثار حسد وبغض، وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض، وقد يكون معه التلف بإفراط أو استهتار.



ويمنح الله الذرية – مع رحمته – فإذا هي زينة في الحياة ومصدر فرح واستمتاع، ومضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله. ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء، وسهر بالليل وتعب بالنهار!



ويهب الله الصحة والقوة – مع رحمته – فإذا هي نعمة وحياة طيبة. والتلذذ بالحياة. ويمسك نعمته فإذا الصحة والقوة بلاء يُسلِّطه الله على الصحيح القوي. فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح، ويدخر السوء ليوم الحساب!



ويعطي الله السلطان والجاه – مع رحمته – فإذا هي أداة إصلاح. ومصدر أمن. ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر. ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على قوتهما، ومصدر طغيان وبغي بهما، ومثار حقد وموجدة على صاحبهما لا يقر له معهما قرار. ولا يستمتع بجاه ولا سلطان، ويدخر بهما للآخرة رصيدًا ضخمًا من النار!



والعلم الغزير. والعمر الطويل. والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال إلى حال... مع الإمساك ومع الإرسال.. وقليل من المعرفة يثمر وينفع، وقليل من العمر يبارك الله فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة.



ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال. وجدها إبراهيم عليه السلام في النار. ووجدها يوسف عليه السلام في الجُب كما وجدها في السجن. ووجدها يونس – عليه السلام – في بطن الحوت في ظلمات ثلاث. ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة ومن كل حراسة، كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له متربص به ويبحث عنه. ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور. فقال بعضهم لبعض: ï´؟ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ï´¾ [الكهف:16]. ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار.. ووجدها كل من آوى إليها يأسًا من كل ما سواها. منقطعًا عن كل شبهة في قوة، وعن كل مظنة في رحمة، قاصدًا باب الله وحده دون الأبواب.



ثم إنه متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها. ومتى أمسكها فلا مرسل لها. ومن ثم فلا مخافة من أحد ولا رجاء في أحد. ولا مخافة من شيء، ولا رجاء في شيء، ولا خوف من فوت وسيلة، ولا رجاء مع الوسيلة إنما هي مشيئة الله. ما يفتح الله فلا ممسك. وما يمسك الله فلا مرسل، والأمر مباشرة إلى الله.. ï´؟ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ï´¾.. يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك. ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه، بلا وساطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة وفي رجاء وفي ثقة وفي استسلام. [8].



أيها الإخوة! "إنها دعوة حرّى لليقين بأن الله -عز وجل- هو مسبب الأسباب ومقدر الأقدار وهو المعطي المانع الضار النافع لا مضادة لأمره ولا معقب لحكمه ولا محادة لقضائه يفعل ما يشاء ويختار، وحين يتم هذا اليقين في قلب فلا يمكن أبدًا في لحظة من اللحظات أن ينسب نعم الله إلى من سواه الذين لا يعدون أيضا أن يكونوا من خلق الله[9].



أيها الإخوة! إن نعم الله على الناس واضحة بينة، يرونها ويحسونها ويلمسونها، ولكنهم ينسون فلا يذكرون.



وحولهم السماء والأرض تفيضان عليهم بالنعم، وتفيضان عليهم بالرزق؛ وفي كل خطوة، وفي كل لحظة فيض ينسكب من خيرات الله ونعمه من السماء والأرض. يفيضها الخالق على خلقه. فهل من خالق غيره يرزقهم بما في أيديهم من هذا الفيض العميم؟ وجواب المسلمين والكافرين عن هذا السؤال معروف وهو: لا، لا خالق إلا الله، فإذا لم يكن هناك خالق رازق غير الله، فما لهم لا يذكرون ولا يشكرون؟ وما لهم ينصرفون عن حمد الله والتوجه إليه وحده بالحمد والابتهال؟ إنه ï´؟ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ï´¾ فكيف يصرفون عن الإيمان بهذا الحق الذي لا مراء فيه.. ï´؟ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ï´¾.. وإنه لعجيب أن ينصرف منصرف عن مثل هذا الحق، الذي يواجههم به ما بين أيديهم من الرزق. وإنه لعجيب أن ينصرف عن حمد الله وشكره من لا يجد مفرًّا من الاعتراف بذلك الحق المبين“[10].



ومن الناس -أيها الإخوة- من يرزقه الله -عز وجل- النعمة فيجعلها من نتيجة عمله وعاقبة جده وسعيه وينظر إلى نفسه باستحقاقها وأهليتها له.



كما قص الله علينا في القرآن في قصة قارون أنه قال: "إنما أوتيته على علم عندي" قال قتادةك أي علم بوجوه المكاسب.



وقال آخرون معناه: على علم من الله أنى له أهل وعلى شرف كما عنده، وكذب فإن المتفضل ابتداء وانتهاء هو الله رب العالمين.



وقال تعالى يتحدث عن هذا الصنف "ï´؟ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ï´¾ [فصلت: 49 - 51].



وقد قص علينا الصادق المصدوق قصة ثلاثة من بني إسرائيل أنعم الله عليهم بعد حاجة وأعطاهم بعد فقر ليبتليهم ويختبر إيمانهم فكانت عاقبة من شكر فضل الله الزيادة وعاقبة من جحدها ونسبها إلى نفسه الخسران والبوار والكساد ففي الصحيح عن أبي هريرة أنه سمع رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ ثَلاَثَةً فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ. فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ، قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِىَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. فَقَالَ أَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الإِبِلُ - أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِى ذَلِكَ، إِنَّ الأَبْرَصَ وَالأَقْرَعَ، قَالَ أَحَدُهُمَا الإِبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ الْبَقَرُ - فَأُعْطِىَ نَاقَةً عُشَرَاءَ. فَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّى هَذَا، قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِىَ شَعَرًا حَسَنًا. قَالَ فَأَي الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْبَقَرُ. قَالَ فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ أي شيء أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ يَرُدُّ اللَّهُ إِلَىَّ بَصَرِى، فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ. قَالَ فَمَسَحَهُ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ. فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ، وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ، تَقَطَّعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلاَ بَلاَغَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بالذي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ في سفري. فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ. فَقَالَ لَهُ كَأَنِّى أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ. فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الأَقْرَعَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الأَعْمَى فِى صُورَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِى سفري، فَلاَ بَلاَغَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بالذي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سفري. فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِى، وَفَقِيرًا فَقَدْ أغناني، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لاَ أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بشيء أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ» [11].



فعلى المسلم أن يتحرز في ألفاظه ويتحرى في كلماته، ولذلك حال متى بلغها الإنسان استطاع ذلك التحرز والتحري بيسر وسهولة.



.

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : اناقه جنوبيه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 30-12-2024, 10:31 AM   #2



 
 عضويتي » 5
 جيت فيذا » Sep 2020
 آخر حضور » 05-09-2024 (05:59 PM)
آبدآعاتي » 26,885
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 1407
أرسلت إعجاب » 140
 النــقــاطــ » 16252
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  2
 التقييم » ملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond reputeملاك الشوق has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
من يقنع إحساسي إذا هزه الشوق
‏ومالت غصون الفكر مع كلّ نسمه
‏،
‏أن الوصل إحساس للروح مخلوق
‏ما يمنعه بعد.. ولو كان قسمه
 آوسِمتي »
الالفيه الخامسه والعشرون جواهرغرام الشوق حضوردائم عطاء مميز 
 

ملاك الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.


 توقيع : ملاك الشوق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 30-12-2024, 11:07 AM   #3



 
 عضويتي » 495
 جيت فيذا » Dec 2024
 آخر حضور » 14-01-2025 (12:33 PM)
آبدآعاتي » 512
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 16
أرسلت إعجاب » 7
 النــقــاطــ » 220
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مزاجي  »  none
 التقييم » اناقه جنوبيه has a spectacular aura aboutاناقه جنوبيه has a spectacular aura aboutاناقه جنوبيه has a spectacular aura about
أس ام أس ~
 آوسِمتي »
شكر وتقدير وسام الترحيب 
 

اناقه جنوبيه متواجد حالياً

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاك الشوق مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.
النبض والمكان والحرف بقدومك اجمل
لاحرمني الله من نورك
قوافل من التحايا لسموك


 توقيع : اناقه جنوبيه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 31-12-2024, 10:50 AM   #4




 
 عضويتي » 159
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » يوم أمس (08:58 PM)
آبدآعاتي » 16,862
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 2455
أرسلت إعجاب » 3336
 النــقــاطــ » 9373
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  6
 التقييم » ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
الالفيه الرابعه عشر جواهرغرام الشوق سنابل العطاء رقابه مميزه 
 

ناطق العبيدي متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيراً على كل كلمة نقلتها
وكتبها لك في ميزان حسناتك
دمت في أمان الله وحفظه
لك أعذب تحية


 توقيع : ناطق العبيدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 01-01-2025, 08:47 PM   #5



 
 عضويتي » 245
 جيت فيذا » May 2022
 آخر حضور » يوم أمس (07:37 AM)
آبدآعاتي » 27,257
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 5368
أرسلت إعجاب » 4846
 النــقــاطــ » 16065
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  1
 التقييم » شقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
دامك معي مافات من فرحتي شي
‎يكفي من الأرزاق .. شوفة عيونك 》
 آوسِمتي »
اداره متميزه رواد الادب الالفيه الثالثه والعشرون جواهرغرام الشوق 
 

شقاوي غير متواجد حالياً

افتراضي



طرح قيم
جعلها الله اعمالا تثقل
موازين اعمالك الصالحة
يعطيك الف عافيه.


 توقيع : شقاوي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-01-2025, 11:32 AM   #6



 
 عضويتي » 12
 جيت فيذا » Sep 2020
 آخر حضور » 16-01-2025 (11:54 PM)
آبدآعاتي » 62,067
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 2548
أرسلت إعجاب » 1807
 النــقــاطــ » 15993
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  4
 التقييم » أمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
جواهرغرام الشوق الالفيه اثنان وخمسين وسام سنابل العطاء 
 

أمير المحبه متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري


 توقيع : أمير المحبه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-01-2025, 05:04 PM   #7



 
 عضويتي » 474
 جيت فيذا » Aug 2024
 آخر حضور » 12-01-2025 (06:39 PM)
آبدآعاتي » 2,571
 المواضيع »
 الــــــــردود »
تلقيت إعجاب » 140
أرسلت إعجاب » 341
 النــقــاطــ » 2325
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  none
 التقييم » علمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond reputeعلمتني حبك has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
ليتك تجيني طيف ونسامر اللّيل
‏ولا تجيني حلم والنّوم يبطي
 آوسِمتي »
عطاء مميز حضوروافر شكر وتقدير وسام الترحيب 
 

علمتني حبك متواجد حالياً

افتراضي



شكرا على روعة الطرح
لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر
و الله يعطيكِ الف عافيه
لك كل التقدير والاحترام


 توقيع : علمتني حبك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أصناف, الله, الناس, سبحانه, وتعالى

الموضوع الحالى: أصناف الناس مع نعم الله سبحانه وتعالى    -||-    القسم الخاص بالموضوع: •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•    -||-    المصدر: منتديات غرام الشوق

جديد منتدى •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أصناف الناس مع نعم الله سبحانه وتعالى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله سبحانه وتعالى : (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم لؤلؤه ~•₪•غرام منتدى القران الكريم ,~•₪• 22 14-09-2023 05:33 PM
الإعجازالقرأني في قوله سبحانه وتعالي ((فالتقمه الحوت)) ̨؏ ـطر ~•₪•غرام منتدى القران الكريم ,~•₪• 14 03-06-2023 07:10 PM
ما هى مظاهر عدل الله سبحانه وتعالى لؤلؤه •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 22 26-05-2023 07:19 PM
الموعظة الثالثة " الأسباب الموجبة لمحبة الله سبحانه وتعالى نزف القلم •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 8 25-05-2023 11:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الأقســـام : المنتديات الاسلامية , منتديات المــواضيــع العــــامـة , المنتديات الادبية , غرام العلوم الطبية ,

المنتديات الثقافيه والتعليميه , منتديات شرفات من ضوء , المنتديـات الإجتمـاعية وعالم حواء ,

منتديات متنفسات شبابية , المنتديات التقنيه , منتديات الابداع , تطوير المواقع والمنتديات


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون

mamnoa 2.0 By DAHOM